الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

اكلني....شكرا


وها قد انطلق عويل المنبه معلنا عن وجوب استيقاظي في التو واللحظة.ولكنني ماألبث أن اخرسه بيدي حتي تذكرت سبب تلك الرغبة الملحة في الإستيقاظ الآن.ياالهي لقد تأخرت ثانية ..ارتديت ملابسي مسرعا ونزلت كالصاروخ 10 سلالم 10 سلالم..وليس في نيتي أن اتوقف لأي سبب كان.وصلت و لكن للأسف متاخرا جدا وهذا يعني أنني سأقف في هذا الطابور مالا يقل عن نصف ساعة.وجوه يعتريها الفقر والقهر مضافا اليها مقدارين من المذلة واليأس وقليل من الكآبة والسخط..خليط عجيب تماما كذاك الرغيف الذي نحن بصدد ان نلتهمه في نهم دون أن نعلم من أي المعادن قد صنع تحديدا !والأعجب انني في كل مرة انتهي من اكل ذاك المسطح الفولاذي الذي يحتوي علي حبة الزلطة بدلا من حبة البركة اقسم انني لن اقترب من بائع الخبز ثانية و لكن الجوع ما يلب ثان يقهرني فيتكرر السيناريو من جديد .. ماذا سأفعل ما للفم حيلة!ووسط هذه التساؤلات وجدتني أقف اخيرا امام البائع وجها لوجه والذي بادرني بالقول :معلش يابني فوت علينا بكرة!وقبل ان انفجر غاضبا لأقول له :هي دي كمان بأة فيها فوت علينا بكرة! تذكرت تلك الخدمة الجديدة من شركة (....) للمحمول،فأخرجت هاتفي العتيق (متمنيا الا تكون الافضلية لاصحاب الهواتف الجديدة) ,واسرعت هذه المرة في ارسال الرساله الي الرقم المطلوب و عيناي تجوب المكان لاتاكدان كان هناك احد يمسك بهاتفه ليرسل رساله الى الشركةايضا لا سمح الله..حمدا لله انني لا ارى احدا يعبث بازرار هاتفه و بسرعة ارسلت:أكلني شكرا...وبعد طول انتظار جاءتني رسالة من الشركة تقول: "عميلنا العزيز نظرا للضغط الهائل على هذه الخدمة بالتحديد فقد تقرر أن يستخدمها المشترك مرة واحدة كل مائة عام وبالهناء و الشفاء مقدما".


محدش بياكلها بالساهل!

ليست هناك تعليقات: